الأربعاء، 31 مايو 2017

إلــهِي!! / بقلمي ياسين السامعي

إلــهِي!!
أنا ذلك الطـــريقُ الذي تعثّرَ بسالكيه, و الدربُ المأهـولُ بالشـوك,
 حـوافي جافةٌ كشفاهي التي لن ترتوي بسـوى إنسانتي التي تحتشدُ فيها كل لحظة ,
إلـهي.. أنت تمنحُ عطاياك بغزارة و لا سيما للمفقرين الذي امتلأت جيوبهم بالأمل أمثالي ,
و قـد شكوت لك سالفا أنني مهيضٌ بلا أجنحة و ليس بمقدوري أن أمضي وحيدا  ,
فاجعلها جناحي الذي أطير به بعيدا عن عالمي هذا و اجعلها عطيتَك لي في رمضانَ نظيرَ ما أقـوم به تنسُّكات و ما أجهشُ به من ابتهالات ,
أنتَ تعلمُ أنني أبلغُ من القهـرِ ثلاثينَ بؤسا و لم تشبعِ الأرضُ مني و لم أعـُد أقوى على الوقوفِ طويلا , أهـتزُّ كثيرا - يالله - فامنحنِي يدَها عكازا أعـــبرُ به طريقي الشـاق هذا ,
أشعـرٌ بدونها و كأنني كيسٌ مفقودً ممتلئ ببقاياي تحت هالة من الركام و الناس تبحثُ عني هنا و هناك ,
منذُ ساعات النهار الأولى و الشعـور بالهلع ينتابُني, مذعورٌ و كأنّ شيئا ما يكمنُ لي خلفَ جدار ذاتي ,
 أحاول عبثا أن أبدو متزنا فأربط على قلبي بما تيسر من أمـل ,
أنا جــائعٌ - يا إلهي - أَتضـورُ لكلّ شيء , آكلُ الغبارَ و ألعصُ الريحَ بين أضـراسي المتمردة ,
لا أفهـمُ هـل أحتسـي الأرقَ أمِ الأرقُ يحتسيني ؟
 كأنّ داخــلي سـدٌّ أفرغوه من الماء ليغدو حَيـزا مَلِـيئا بالفراغات, ينعقُ فيه الصمتُ بعد الظهيره كمن يتلو سـورا في مأتم كئيب ..
أُكـَـدّسُ في أعماقي وجعــا أنقلُــه على ظهري من جهة إلى جهة ,
أنا بالٍ قديمٌ - يا الله - كَغـَرابِ جـدّي الذي ألقيناه بعيدا فـورَ رحيله عن الدنيا ,
حتى أنني ألُوك الآن فكرةً لعينةً طرأت أو بالأصح قفزت إلى مـؤخرةِ رأسي مفادها ,
 لماذا لا أُتاجرُ بنفسي ؟
فكرتُ مرتين أن أضعَني على بساط في السوق و أقفُ علي مهاتفا العــامة فيما يشبه المزاد , و لكنني لم أفتأ أن لعنتُ هذه الخواطر اللعينة لا لشيء إلا لأنها جاءت في وقتٍ متأخر و قد تقادم بي الدهر و أكلتني السنون لدرجة أنني لم أعُـد عرضا مغريا ..
يا إلـهي
 أنا أندلعُ الآن من كل صوب و لا أستطيعُ السيطرةَ على حرائق روحي لولا أنني أحملُ قلبا صـار حقيبتها التي تُـودعُ فيه قلبها و أشياءها و كل ما يُـذكرني بها كي لا تزل قدمي و لا تزيغَ عيني ,
أنا أفقٌ مســدودٌ من كل جوانبي , سمـائي لا تمطرُ غيرَ دمع محترق لا يشفي , فارحـم حاجتي لها و ابعثها لي قريبا كرسالة بريد ,
مساحاتٌ جدباء يابسة أنا , فاستزرعني - يا إلهي - بها , سُقها إليّ مطـرا أو أنبِتها فيّ شتلاتِ عشق و فسائل حب تعيد نضارة وجهي ..
أتدلى من شرفةِ روحي لأنظُــرَني فإذا بي هُــوّة لا قعـرَ لها و أنا أصيحُ بي و أمـد يدي لِي و أستنجدُ بِي, فأرسلها كما أرسلوا واردهم فاستخرج يوسف من الجب ,
أنا بُحيرةٌ تنتهي إليها الأحـزان القادمة من الأزقة و المرتفعات يدفعها السيل بلا هـوادة ,
باختصار - يا إلهي - أنت تدركُ عَـوزي و لهفتي و افتقاري لها ,
 و أنني مصابٌ بها حـدّ الثمالة فلا تسعفني إلا بها ,
قل لها تأتي ...
بقلمي
ياسين السامعي
🍁

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

((((أكتب ياقلم)))) بقلم الشاعر المتألق: الحاج خالد الجاف *************** يأيها القلم كتبت الكثيرعن الأُمم وكتبت عن البشر كل كبيرة ...