الأربعاء، 23 أغسطس 2017

فكرة...!!! / بقلم الشاعر / علوي اسماعيلي يزيد

فكرة...!!!

فكرة...راودتني
سكنتني ...أقلقتني

فكرة...جالت مخيلتي
وقضَّت مضجعي
وتحولت إلى حلم...

حلم...تارة بزي كابوس مخيف
وتارة كرؤيا ...أو كطيف

فكرة صماء...خرساء
على شكل صورة ...بلا كلام
تؤرقني في الصحو...
وتوقظني حين أنام.

فكرة...تمردت...
فشنت علي ...حربا.

إنها فكرتي...
أنا من أسكنتها مخيلتي...
أنا من ربيتها
وأنا من سيرعاها...
وأتبناها
لأطفئ نار ثورتها.

لدا يجب أن أتحلى بالحِلم
وأعلن وإياها السلم
أنا سأمنحها حرية القرار
وهي ستمنحني راحة بال وإستقرارا.

فخلُصنا إلى إتفاق...
وأصدرنا عهدا وميثاقا...

فتم الصلحُ...
وأصبح الصبحُ...
على امل في الأفق يلوحُ.

لكن...
لكن فكرتي والتي راودتني
تحولت إلى حلم...

حلم كبر...حلم تجبر...
حلم تطور إلى خيال...
خيال...نتج عنه إبداع...
فانبثقت عنه ....كلمة....

كلمة منظومة...كلمة مقفاة...
قصت قصصا...وروت حكايات...
عن ماضي...وحاضر...وما هو آت...
كلمت تضمنت ويلات...وآهات...

كلمة ثائرة...كلمة جائرة...
كلمة ثارت...كلمة جالت...
كلمة اخترقت عالم السكوت
لتحكي قصة نحلة عسل مع الحوت...

حوت يقتل...يهدد بأعلى صوت...
يدمر..يفجر بمباركة الطاغوت.
أما النحلة...فليس لها إلا شوكتها
تلسع لسعة واحدة...فتموت..!!!.
أما العالم...فهو غارق في بحر السكوت

لكن فكرتي تمردت...
والكلمة هاجت...

فانصهرت الفكرة داخل الكلمة
وامتزجت الرؤيا بالكابوس
وتفرعت عن هذا وذاك أفكار
ونسجت كلمات...

كلمات متحدية للكون والملكوت...
متمردة...ثائرة...غير آبهة بالحوت...
ولا بالطاغوت...
ناعتة إياهم بأشنع النعوت.

قرأتُ تلك الكلمات
فوجدت بها تأنيبا...وتحذيرا...وتحريضا.
كلمات تولول ..وتقول...

مصيبة...مصيبة...
قلت... أية مصيبة..؟؟
قالت... اللعبة ملعوبة ...
والخطوات محسوبة...
ويا ويل من جاءته النوبة

قلت أية لعبة...وأية نوبة...؟؟؟
فأنت كلماتي وعلي بتِّ غريبة...
ألا أوضحت لي شكل هذه المصيبة...

قالت... القدس مسلوبة ...
والارض منهوبة....
والفرقة موجودة....
والشعوب مرهوبة...
أفليست هده مصيبة.؟؟؟

قلت... أجل قد تكون مصيبة
إنْ انعدمت روح العروبة...
لكننا نحن معشر الحكام...
سنعيد الامن والسلام...
بالتفاوض... وبالحوار ...

قالت... كلمات السلم والسلام
ما هي الا لغو وهراء....
وبقية ما تبقى من كلام...
فانتَ تقول بعد المفاوضات
سيعم السلام...
وهم يقولون...لا سلم ولا سلام
حتى ينجلي العرب من ارض سليمان.

قلت : ...لا تذكريني بذلك الان...
قالت...قم وقاوم ... .
قبل فوات الاوان..
فلا مجال اليوم للخمول وللهوان .

قلت... وما عساي افعل ... ؟؟؟
قالت...انظر حواليك...ترى الخراب
واقرا تاريخك...تجد الجواب
وعلِّم خلفك...تعمل الصواب
و ارفع سيفك...تاخد ثواب
فهذه حرب...ولا هوادة في الحرب
فالارض لن تحرر ...بالاماني
والعدو لن تهزمه ...الاغاني

قلت... يا كلماتي فهل لديك حل ثانٍ ...؟؟
قالت... لنخرج الى الشارع من غير العادة
ولتلتحم الامة..... بالقيادة
ونسير جميعا نحو الشهادة
الى ان نعيد القدس والسيادة

قلت... يا فكرتي...ايا كلماتي...
لا تفكري بمنطقك المجنون
فهدا العدو من يكون...
غير شرذمة من بني صهيون
تتلقى من دول بعض العون...
هم اليوم بيننا وبينهم عقود...
والامريكان عن ذلك شهود...
وعما قريب سترسم الحدود.
انتفضت افكاري....وثارت كلماتي
متناسية انها من نسج مخيلتي

وقالت... إسال التاريخ عن مدى العقود
عن صانع الحروب ...وناقض الوعود...
اسال الاخبار تجد الردود...
عن امبراطورية وهمية ...بلا حدود
فامريكا قاعدة وراعية لليهود
والشرق برمته قاعدة للجنود
واضعة اياكم تحت رحمة رصاص و قيود...
لتحقق غايتها...وبرنامجها الموعود...
بهدم القدس وبناء هيكل داوود.

قلت... كفى....كفى...
كفى يا فكرتي...كفى يا كلماتي...
لقد أقلقتني...أحرجتني... بل أرعبتني...
لهذا سأسلب منك هذه الحرية
الحرية التي منحتك إياها

سأقيدك...سأكبلك... بل سأسجنك...
قالت... رغم السجن ...ورغم الاسر...
ورغم القمع ...ورغم القهر...
فالرب سيرعاني...
والدهر لن ينساني...
وحتما سأعود من ثاني...
لأحقق مجدي ومجد أقراني.

فتركت كلماتي وأفكاري...
واحتفظت بهواجسي وأسراري...
نعم... تركتها...مشتة...مبعثرة...
لكنها شامخة...قوية...ومدمرة...

ذهبت...وابتعت قلما وكراسة
وعدت...ولممت كل كلماتي وافكاري
المتمردة علي... والثائرة ضدي...
وسجنتها داخل كراستي

لتكون عبرة...
نعم عبرة لكل فكرت تحدَّت...
أو فكرة تمردت.

فطويت غلاف دفتري...
وتخليت من لغيط أفكاري.
وعدت نحو سريري...
مرددا بعضا من أشعاري
أشعار عاطفية...تلهيني عن خجلي...
وتحرك بعضا من مشاعري.


علوي اسماعيلي يزيد

لا يتوفر نص بديل تلقائي.

هناك تعليق واحد:

  1. تحية خالصة لمجلة نور للشعراء و المبدعين العرب
    لكم مني كل التقدير و الاحترام
    متمنيا لكم كل التألق و التميز
    و دمتم في الريادة
    ولك استاذة نور إحسان كل الود و العرفان على دعمكم و مساندتكم

    ردحذف

((((أكتب ياقلم)))) بقلم الشاعر المتألق: الحاج خالد الجاف *************** يأيها القلم كتبت الكثيرعن الأُمم وكتبت عن البشر كل كبيرة ...