الرقص الصوفي / بقلم الكاتبة / بركان العبيدي

الرقص الصوفي
 

كنت صغيرة عندما كان جدي يصحبني الى التكية ليله مولد سيدنا محمد الف الصلاة والسلام عليه والتكية حوش كبير مبلط بالفرشي الاصفر محاط بديوان خشبي طويل للجلوس عليه وفي عتبه التكيه مناقل كبيرة وعليها دلال كبيرة من نحاس وهاون كبير لدق الهيل ورائحة القهوة تعبي المكان بنشوة مميزة اصاب عندما اشمها بحالة اشبه بالخدر وعندما تبدا الدفوق بالنقر بايقاع رتيب منظم وتتصاعد الصيحات بالصلاة على سيد الانام كنت امسك يد جدي بقوة لانني اشعر بالارتجاف والوجل لذكر اسم نبينا المبجل
تتمايل الرقاب يمينا ويسارا في نشوة العيون مغمضة تسبح في ملكوت الله
جذله سعيدة تطير هناك
تبقى الدفوف تنقر وتدور الارواح برقص ايقاعي يسمى الملوي
رقص مدوخ ولكن روحاني تسمو به الارواح وتتصاعد الابتهلات الى ان يجهجه الغبش معلنا ولادة رسولنا العظيم
حتى الحمام يحط على الحواحز الخشبية المحيطة لمجلس النساء بالطابق الثاني والتي تسمى المحجر
تحط الحمام على المحجر تسمع الصلاة على محمد وال بيت محمد
قالت جدتي ان طوق الحمام خطه نبينا من ريقه يوم هاجر من بطش قريش كنت ااستمع لحكاية جدتي وانا مغيبه بنشوة حب رسولنا العظيم قرات يوما ان نابليون اثناء الاحتلال الفرنسي لتونس والجزائر والمغرب
استمع من بعيد لصوت الدفوف قال ماهذا قالوا ان المسلمين يحتفلون بولادة نبيهم اقترب ودخل في خيامهم وانصت
قال ماسر هذة الايقاعات احس بقشعريرة تسري بجسدي
اغمض عينيه وقال لااصدق انني احس براحة وصفاء
نعم هذا هو عالم الروحانيات
اشم رائحة قهوتي الان واحس بخدر قبل ارتشافها لانها تعيدني الى هناك
بعيدا عن الارض
 

بركان العبيدي