أبناء سوريا ولدوا من مأساة كبروا. ليكونوا أقوياء حين تصفعهم عيون
البحر. يقتربون من فجاج الروح. يغفون على حافة الصمت. و يشيدون قلاع الرمل
ويصعدون الزفير لأخر الممات. الهاربون تاهوا في كف الوقت أرجوحة. مغطاة
بالزئبق. بعد أن جفت ألأزهار. و انشق الثرى. و الليالي حطمت كل أمانيهم.
فغدوا حيارى أيها الليل رفقا بهم في دنيا الألم. هم ينتظرون فارس سوريا
فحل الدجى سليل الأمويين. قبل أن يدركهم. الهذيان و جنون العالم. لأنهم
أضحوا فيض المزار و الخيمة اللاجئة. و الريح العارية. في المضارب.
أطفالهم. على الطرقات يشهقون و أجسادهم يدحرجها الغثيان. والأباء تائهين.
بين اليأس و الأمل. وصحو الحياة و سكرة الموت. و الأرض ضاق فضاؤها الرحب. و
تفرق الأصحاب حاملين اليتم. معهم. باحثين عن أي شئ يحتويهم. مما هو قادم.
تجار الدم والدين. يوثقون موتهم. خلف الستائر في الخفاء و الصبر قطفوه.
من الأجفان و الأعصاب و الأحزان صنعوه بورق الصبار. بعد أن اجتاحتهم.
جحافل العتمات و الغصات. المؤلمة وسط الليل الدامس. وتجمد رحيق الصبر. و
حنين الفرح. أضحى مكفن بكافور الرحيل. ومساء اللقاء بلا قناديل. هنا عربي
يخذلهم. ومسلم جاء ينحرهم ارهابي يفجرهم. ومناجل الموت تحصدهم و ربوعهم
نجم مستباح. و مدار الشوق. ترسمه الرياح. بعد أن داهمتهم جحافل من الذئاب.
والصدمة توغلت. في الشرايين. لتعزف لحن الوداع. الأخير. لتضغط على مرايا
الروح. فتكسرها. وعلى شمس الأمل. فتبددها. و تدخلهم جميعا. في وحشة الغياب.
بقلم الأديبة فريال حقي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق