السبت، 13 يناير 2018

بيلاطس البنطي يرطن على صفحة البحر / من ديوان : من قلب القبطان / علاء طبال

قصيدة بعنوان : بيلاطس البنطي يرطن على صفحة البحر / من ديوان : من قلب القبطان / علاء طبال
* " بيلاطس البنطي الذي أخفق في ثني الحاقدين من اليهود عن قتل عيسى فنفذ الحكم هو بنفسه " ... يرطن بيلاطس على صفحة البحر، بالرطانة يبث شكواه للبحر، شكواه من المدينة الفاسدة الغاصة بالسكان و المساكن حيث الفساد في البر و البحر و الجو ... حيث لا سبيل لسويعات سكينة و هدوء يخلد فيها المرء لنفسه، المدينة مزورة وحده البحر نقي، حتى الصحراء لوثت بعجاج المدينة، المدينة كذبة ها هي سبعٌ عجاف تمر و الفساد المادي و الروحي في ارتفاع، نعم هي الحضارة التي تحمل في طياتها بذور الفساد كما عبر ابن خلدون عنها بذلك ...
المدينة أخنعت الكبرياء و الأنفة الرومانية ...
بيلاطس يفر بجلده قاصداً البحر ... على صفحة البحر هل شاهد بيلاطس كبريائه المهدور أم نقاوة البحر أم أن البحر المستوي عكس الصورة الأصلية للكبرياء فكان هو و البحر سواء ... لا أذكر فالذاكرة مرهقة و الوجدان منهك، ربما تتذكر أنت :
الجدب أصبح حاضراً في مشاهدي
فكأن حزني غاص في أشعاري
يا ويله سرق لطائف غربتي
قبطان بحرٍ تهت في الصحراءِ
الريح مزق دفتي و شراعي
فبمن سأمضي في الطريق و أقتدي ...
يا بحر، يا تعويذتي في سطوة الأقدارِ
يا بحر، يا ياقوت و يا ألماس صافي
يا بحر، أستفتيك في سبعٍ عجافِ
أنت انتمائي و أنت لون خريطتي
ما زال جرحك نابضٌ في خافقي
يا بحر، يا تعويذتي في سطوة الأقدارِ
إليك يا بحر دون العالمين حناني
و ما لسواك في قلبي مكانٌ
و ما لسواك عيشٌ في خيالي
أموت و لا أراك بحضن غيري
بلا ريبٍ أقول بلا جدالِ
فحبك في ضلوعي رأس مالي
بغير جمال وجهك لن أبالي
يا ظلٌ لجدراني بدون ظلالي
نصيبي الحزن لو أنا لي نصيبٌ
و فارقت ** ( القربات ) الأغاني
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
* العهد الجديد : الأناجيل الأربعة : لوقا - يوحنا - مرقس - متى حيث أجبر الحاقدين من اليهود الإمبراطور الروماني بيلاطس البنطي على قتل السيد المسيح ( محاكمة يسوع )
** المقصد هنا جمع القربة الإسكتلندية التي تعزف موسيقى الأبطال و الملحمين و العماليق، موسيقى أوسيان الملحمي الأيرلندي، الموسيقى التي يأنف منها القزم و الصعلوك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

((((أكتب ياقلم)))) بقلم الشاعر المتألق: الحاج خالد الجاف *************** يأيها القلم كتبت الكثيرعن الأُمم وكتبت عن البشر كل كبيرة ...