الخميس، 8 فبراير 2018

( رحلة إستجمام. ) / بقلم الشاعر المحامي عبد الكريم الصوفي

( رحلة إستجمام. )

قَد سَئِمتُ زَحمَةَ الحَياة ... أصابَني المَلَلُ
قُلتُ في نَفسي : مَعَ الغَبيِّ لا يَنفَع الجَدَلُ
لا تُصلِحُ الأيامُ ما أفسَدَ الأزَلُ
فالكُلُّ في سَفينَةٍ ... لكِنَّهُم شِلَلُ
في عقولِهِم طَوائِفٌ ... كَما بأهوائِهِم مِلَلُ
وَرُبَّ مِن مُنَظٌِرٍ ... في عَقلِهِ شَلَلُ
يُريدُ أن يُبدِعَ بَعضَها النِحَلُ
يُصَنِّفُ الناسَ أصنافاً ويَرتَجِلُ
يُطلِقُ الأحكامَ في كُلِّ مَن رَحَلوا
يا وَيحَهُ من جائِرٍ ما أدراهُ ما فَعَلوا
في حينِ صارَت عِظامُهُم كَأنَّها كُحَلُ
قُلتُ : سَوفَ أذهَبُ للريف أعتَزِلُ
مَلَلتُ النِقاشَ للعُقولِ أصابَها خَلَلُ
أقَمتُ في الريفِ… أُعالِجُ في الروحِ الجِراح
هاهُنا نَبتَةٌ بَرِّيَّةٌ… وهاهُناك ... وَردَةٌ كَما الأقاح
ونَسمَةٌ تَشفي العَليلَ في الصَباح
والديكُ قَد رَتٌَلَ الآذان يا لَهُ من صِياح
وبُلبُلٌ يَشدو عَلَى شُجَيرَةِ الزَعرور
أسراب شُحرورٍ… في أجوائِهِ تَدور
وسَلسَبيلُ الماءِ يَجري في الحُقول
رائِحَةُ الخُبزِ في التَنُّور
شالٌ تَبَدَّى في الجِوار ... مُزَركَشٌ كَشَهرِ آذار
تَرتَديهِ غادَةٌ مِثلَ شَمسِ النَهار
حَدّثتُ نَفسي وقَد شاقَني الحِوار
دَنَوتُ مِنها سألتُها : هَل أنتِ في الجِوار ?
قالَت : ذلِكَ بَيتي… هَل في السُؤالِ فُضول ?
أم أنتَ تَرغَبُ أن تَقول?!!!
قُلت: بَل قَلبي بغادَةٍ مَشغول
قالَت : مندُ مَتَى أيُّها الفَتى?
قُلتُ : بَعدَ الكَلامِ والسَلام
قالَت : أأنتَ… بائِعٌ لِلكَلام :
قُلتُ : لا وَرَبِّ الأنام
على شَجرَةِ الزَعرورِ غَرَّدَت شُحرورَة
كأنَّها تَقول :
يا غادَةً… صَدِّقيهِ … يَكفيهِ ما فيهِ

بقلمي
المحامي عبد الكريم الصوفي
اللاذقية. ..... سورية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

((((أكتب ياقلم)))) بقلم الشاعر المتألق: الحاج خالد الجاف *************** يأيها القلم كتبت الكثيرعن الأُمم وكتبت عن البشر كل كبيرة ...