الأربعاء، 2 مايو 2018

أمل على قيد الحياة / بقلم الكاتب عبدالله محمد الحسن

 أمل على قيد الحياة 
قصة قصيرة الجزء الأول

لم تزل رسالة هيام تشغلني كثيرا كانت قد أرسلتها إلي برفقة صورتي تعليقا على قصيدة نشرتها مؤخرا ذكرت فيها شيئا من وجع الماضي 
فكتبت في الرسالة تحت صورتي
أيعقل أن يكون هذا الملاك رجل مهزوم .....لا والله بل هو رجل وسيد الرجال 
عقبت لها آنذاك بكلمات 
ودارت فيما بيننا أحاديث كثيرة
قاربت مابين قلوبنا ومابين أرواحناوألغت مابيننا من حواجز
حتى أصبحت مابين الفينة والأخرى 
أفتح تلك المحادثة فأعيد قراءتها 
فكنت كلما قرأتها دمعت عيناي لماأحسست من صدق كلماتها
ووجعا غافيا لا يزال جاثما بذاكرتها 
فها انا أعيد قراءتها من جديد 
وأسترجع بذاكرتي سحبا سوداء 
من سماء ذاك الماضي الكئيب
الذي لا زال شبحه يطاردني ويلاحقني بكل تفاصيل حياتي
ساد بالصمت جو الغرفة 
وأكتضت بسحب الدخان لكثرة تدخيني 
فهموم الماضي الكثيرة أثقلت رأسي وظروف الحاضر 
أتعبني التفكير بها
وقد تبعثرت أوراقي هنا وهناك مابين علبة سجائر فارغة وأخرى ممتلئة وقدح الشاي الفارغ 
ومنفظة ملئت بأعقاب السجائر
البيت لا يوجد فيه أحد غيري 
لأن رفاقي الذين يقطنون معي لا زالوا في العمل 
أحسست برغبة ملحة لأخذ قسط من الراحة مستغلا هذا الجو الهادئ 
فاستلقيت بجسدي مستسلما لتلك الهموم محاولا النوم 
ولم يتسنى للكرى أن يتملك من جفني حتى شق الصمت وبدد نعاسي صوت رنين هاتفي الملقى وسط الأوراق 
تحسست بيمناي الهاتف ولم أتفاجئ من قراءة أسم المتصل
هيام...الصديقة الوحيدة التي لم تتغير معي منذ عام والى الآن لم تزل كما هي 
يسكن الأحترام والهدوء نبرة صوتها وكأن حزنا دفينا يتملكها
حتى باتت بالنسبة لي هاجسا يؤرقني كثيرا عندما تبتعد وتطيل غيابها فأبحث عن شيئ ينقصني ولا أعلم ماهو 
وكأنها أصبحت بحياتي كل شيئ
هيام...أنتفض قلبي من بين أضلعي شوقا لسماع صوتها وللتحدث معها أخذت الهاتف بسرعة وغيرت من جلستي 
وأنا أفرق الأوراق باحثا عن السماعة 
وماكدت ألامس الدائرة الخضراء على شاشة هاتفي 
حتى طرق مسامعي ذاك الصوت المألوف الهادئ 
تنادي بكلمة ألو 
قلت ألو
قالت مساء الخير 
قلت مساء الخير هيام أهلا بك
قالت وشي من الخجل يسكن نبرة صوتها الدافئ
آسفة لو أنني أشغلتك أو أنني آخذ من وقتك لكنني شعرت بأنني بحاجة للتكلم معك فأحببت أن أطمئن عنك
قلت لا عليك 
فليس لدي مايشغلني فأنا عاطل عن العمل 
كما تعرفين منذ أكثر من عشرون يوما وليس لدي ماأفعله
أما صحتي فهي جيدة والحمدلله
قالت الحمدلله 
يعلم الله انني أدعوه لك بأن يغير حياتك للأحسن 
فلدي إحساس بأنك ستكون في الأيام المقبلة أفضل ماأنت عليه الآن وسيحقق الله لك كل أمنياتك 
قلت الحمدلله على كل شيئ
قالت عامر 
وماأسعدني وأسعد حروف أسمي مابين شفتيها وكأن نفحة من السعادة غمرتني من رأسي حتى أخمص قدمي
قلت نعم .....وانا أتظاهر بالهدوء 
قالت انت تعلم عني الكثير عامر 
بالرغم من أنني كنت اخاف الرجال كثيرا لكنني أحسست بأنك تختلف تماما عن الصورة التي أحملها عن الرجال بداخلي
حتى أنني اكون بأقصى درجات السعادة عندما أتكلم معك
لا أعلم مالذي يشدني إليك
لا أستطيع أن أشرح لك سوى 
أنك رجل تشبهني بكل شيئ
قلت هيام 
يقول عليه الصلاة والسلام
فرددت عليه الصلاة والسلام
الأرواح جنود مجندة 
ماتعارف منها أئتلف وماتناكر منها أختلف
فالنقاط المشتركة التي جمعتنا كثيرة ولكن ربما تكون أوجاع الماضي لكل واحد منا هي القاسم المشترك 
الذي جعل كل منا يجد نفسه في الآخر
قالت صدقت والله 
وهذا ما يشغلني كثيرا
وهو السبب الذي جعلني أتصل بك هاتفيا الآن
عامر
قلت نعم
قالت أنا لم أتكلم لك عن كل شيئ
قلت تلك خصوصية 
وكل إنسان حرا بخصوصياته
قالت أما الآن فانا أريد أنا أبوح لك بكل تفاصيل حياتي 
قلت انا معك هيام 
وكلي أذان صاغية 
وماكدت أنتهي من كلامي 
حتى سمعت صوت ابو الفوارس 
أحد رفاقي الذين يقيمون معي بنفس البيت قادما
يفتح الباب محدثا ضجة وضوضاء منتصبا امام باب الغرفة قائلا السلام عليكم
وصوت هاتفه يصدح في أرجاء البيت وكأن عاصفة من غامض علمه ألمت بنا 
قلت وعليكم السلام 
سمعت هيام مايحدث
قالت هل أتاك احد عامر 
قلت نعم صديقتي لقد جاءني القضاء المستعجل ولا أود التكلم أمامه بشيئ فأضحكها ماذكرت
وقالت سأتكلم معك بوقت آخر 
لكن لدي طلب 
قلت تفضلي 
قالت أنتبه لنفسك جيدا ........سلام
قلت سلام 
ولا يزال صوت هاتف أبو الفوارس يصدح بإحدى الأغاني الشعبية ...............يتبع


بيروت 27/4/2018
بقلم / عبدالله محمد الحسن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

((((أكتب ياقلم)))) بقلم الشاعر المتألق: الحاج خالد الجاف *************** يأيها القلم كتبت الكثيرعن الأُمم وكتبت عن البشر كل كبيرة ...