الثلاثاء، 29 مايو 2018


قصه واقعيه بقلم الكاتبه ابتسام البطاينه
...على ناصية الطريق المؤدي الى السوق ، تقف عدد من النساء والبنات، يمددن أيديهن الى المارة، يطلبن صدقة الفطر.
وعندما دخل المُحسن الى  شارع ضيق بالسوق مخصص لبيع اللحوم، وسط أزمة الوقوف بالدور، لفت انتباهه إمرأة منكسرة يبدو عليها علامة الفقر الشديد والحاجه، تنحني بذلٍ وإنكسار لتجمع بعض العظام التي يرميها بعيدًا الجزار على الأرض، وبعض قطعٍ من الوتر والشبط يسلخها من اللحم.
تجمع هذة القمامه بكيسٍ تحمله وهي متلهفه لهذة الوجبةٍ الدسمه من عظامٍ لا يعلقُ بها ولو قطعه او بقايا من لحم.
فأثارة المنظر واستغرب، هل ستأخذة الى كلبٍ تملكه؟ أم تنظف امام محل الجزار مقابل اجرة؟
تدور بخلدهِ افكارٌ وتساؤلات.
رفعت رأسها هذة السيدة بعد عناء جمع الفضلات من الارض، تنوي الانصراف، فتقدمت من الجزار لتشكره كعادتها، لانه سمح لها بالتواجد امام محله.
اقترب المُحسن منها مؤشرًا لها بيدهِ
انتظري.!!!
لماذا تجمعين العظم والجلاميد من اللحم؟
ضحكت بحزنٍ عميق يحرق أحشائها، قالت: الحاجه
قال هل تبيعيه؟
اجابت: ومن يتشري عظمًا!'
احتار دليله معها
إذن مقابل اجرة تنظيف باب المحل،
أجابته برفض لالا، أنا أطبخه لاولادي.
تفاجئ جدًا، وماذا تأكلون عنه؟
انه نظيف تمامًا من اللحم.
قالت نفت كسيرات الخبز بمرق العظم، ونشعر بطعم اللحم.
سألها كم يوم لكِ على ذلك؟
أجابته: شهور
كاد رأسه ينفجر، وذرفت عيناه الدمع
وتردد قليلاً وهو يمسح ذقنه ووجنتيه.
ونادى الجزار: يا اخا العرب ، انتبه الجزار فورًا وقال لبيّك يا باشا ، قال له: هذة السيدة تأتي كل يوم وتوزن لها 2 كيلو من اللحم .
افتح لي صفحه خاصه بها مؤرخه بما تأخذة يوميًا، وما تريدة سواء لحم
او معلاق او اي شيئ ترغب به.
ركضت السيدة تريد ان تمسك يدي المُحِسن لتقبّلها وهي تبكي.
قائله: الله يستر بيتك ، الله يطول بعمرك...
وتنهال عشرات الدعوات بالخير والرزق والوفق له ولأسرته .
ووزن لها الجزار اللحم وانطلقت مهروله وكأنها تملك الدنيا.
هكذا هو الاحسان، هذا هو رمضان ،يتفقد جيوب الفقر، ويشبع بطون جوعى ونفوس تشتهي.
لكم الله يا محسنين.
وما جزاء الاحسان الا الاحسان.
الجنه تنتظر أحبابها.
....
قصه واقعيه.
ابتسام البطاينه
كروان الاردن المغرد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

((((أكتب ياقلم)))) بقلم الشاعر المتألق: الحاج خالد الجاف *************** يأيها القلم كتبت الكثيرعن الأُمم وكتبت عن البشر كل كبيرة ...