الأحد، 7 يناير 2018

( المقعد الحزين. ) / بقلم الشاعر المحامي. عبد الكريم الصوفي

( المقعد الحزين. )

يا مِقعَداً ... كَم دارَ فَوقَكُ الغَزَلً
بَل كَم سَمِعت ... َمن طيبِ الهَوئ جُمَلُ
هَل تَلينُ بِكَ الأخشابُ ... مِن لينِ نَغمَتِها ?
ومن شِفاهها ... الشَهدُ والعَسَلُ
أم هَل أزهَرَت ... مِن أطرافِكَ القُبَلُ?
رَيَّانَةً مَن رِضابِها النَدى يَسيلُ ... يَنزِلُ
كَم حَنَت عَلَيكَ ... أجزُعٌ وَضَفائِرُ ؟
و حَلَّقَت روحَنا بالعِشقِ تَرفُلُ
كَم سَكِرنا مِن خَمرَةِ الحُبِّ نَنهَلُ ?
و كُنتَ من تَحتِنا ثَمِلُ
كَيفَ إذَاً لا تُزهِرُ ?
هَل أنتَ مُسَمَّرُ ?
أيا خَشَباً يابِساً لا تَشعُرُ
بالجَسَدِ النَحيلِ ... كَيفَ يُقَشَعِرُ
من نَشوَةِ الحُبِّ… عَلَيهِ تَنهَمِرُ
إذاً أينَ الرَياحينُ ... تنمو وتَنتَشِرُ?
تِلكَ التي كانَت عَلَينا تَحنو وَتَستُرُ
هَل خُنتَ عَهدَنا ... أيُّها المُحَجَّرُ ?
أم تراكَ ألِفتَ غَيرَنا يا أيُّها القَذِرُ ?
بِئساً لَكَ مِن مِقعَدٍ حينَما يَغدرُ
لَم نَغِب عَنكَ سوى برهَةٍ
كَيفَ أنتَ إذاً ... إذا ماإنقَضى دَهرُ ؟
فأغمِرهُ… أيُّها الخَريف ... ودَعهُ يَحتَضِرُ
أوراقَكَ الصُفرُ ... تَساقَطَت زِمَرُ
لا خَيرَ فيكَ أصفَراً ... صامِتاً لا تَذكرُ
لا يَحُفُّكَ من الجَوانِبِ نَرجِسُُ أو زِنبَقُُ يُزهِرُ
ولا الرَياحينُ من حولِكَ تُصبِغُ المَشهَدَ فَيَخضَرُ

بقلمي
المحامي. عبد الكريم الصوفي
اللاذقية. … .. سورية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

((((أكتب ياقلم)))) بقلم الشاعر المتألق: الحاج خالد الجاف *************** يأيها القلم كتبت الكثيرعن الأُمم وكتبت عن البشر كل كبيرة ...